
نبراس تشاد



في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية على المستويين الصحي والدبلوماسي، قام وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، السيد عبدالله صابر فضل، ممثلًا لفخامة رئيس الجمهورية، يوم أمس، بوضع حجر الأساس للمركز الوطني للتميز في علم السرطان، في موقع استراتيجي بحارة كاركانجيري الواقعة في الدائرة الأولى للعاصمة التشادية أنجمينا.
ويمثل هذا المشروع الطبي الحيوي إحدى الركائز الأساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية لتطوير القطاع الصحي في تشاد، التي تندرج في إطار الرؤية الرئاسية الطموحة المتمثلة في “المشاريع الاثني عشر ومئة برنامج”، والرامية إلى تحديث وتوسيع شبكة البنى التحتية الصحية، وتحقيق العدالة في الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة، خاصة في مجال مكافحة الأمراض المزمنة وغير السارية، وفي مقدمتها مرض السرطان.
الأهمية الصحية والتنموية للمشروع
يأتي هذا المركز استجابة لحاجة وطنية ملحّة فرضها تزايد معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في تشاد خلال السنوات الأخيرة، في ظل محدودية الإمكانيات التشخيصية والعلاجية المتاحة محليًا. وسيتيح المركز، عند اكتماله، توفير خدمات الكشف المبكر، والتشخيص، والعلاج الإشعاعي، والرعاية المتخصصة لمرضى السرطان، مما سيسهم في:
تقليل الاعتماد على الإجلاء الطبي إلى الخارج، الذي كان يشكل عبئًا ماليًا على الدولة والأسر.
رفع جودة الخدمات الصحية الوطنية، بما يتماشى مع المعايير الطبية الدولية.
تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجالات الطب الإشعاعي وعلاج الأورام.
الشراكات الدولية ودورها في دعم المشروع
يجسد هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في المجال الصحي، حيث يحظى بتمويل من:
الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية: كأحد أبرز شركاء تشاد في تمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA): من خلال دعمها الفني واللوجستي، وتوفير المعدات المتطورة، والمساهمة في بناء القدرات الوطنية في مجال الطب النووي والعلاج الإشعاعي.
وتعكس هذه الشراكة الطابع المتنامي للعلاقات الثنائية بين تشاد والدول العربية، خاصة في المجالات التنموية والإنسانية، كما تبرز مكانة تشاد المتقدمة في برامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخصصة للدول الإفريقية.
البعد الدبلوماسي والرمزية السياسية للحدث
يحمل اختيار وزير الدولة للشؤون الخارجية لتمثيل رئيس الجمهورية في هذا الحدث الرمزية الدبلوماسية الهامة، حيث يعكس:
ارتباط السياسة الخارجية التشادية بالبرامج التنموية الوطنية.
استثمار الدبلوماسية الاقتصادية والإنمائية في جلب التمويلات والدعم الفني للمشاريع الحيوية.
إبراز الدور المحوري للوزارة في تنسيق علاقات التعاون الصحي والإنساني مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
ويمثل المشروع، في سياقه الأوسع، إحدى ثمار السياسة الخارجية التشادية التي تنتهج دبلوماسية التنمية كوسيلة لتعزيز الأمن الصحي والاجتماعي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، لا سيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه.